القاهرة - مصر اليوم
العلاقة الحميمة بين الزوجين أغلى وأقدس من أن تكون سلعة تباع وتشترى، أو أن نساوم عليها بأي شيء مهما غلا، فهي " المودة والرحمة "بينهما، فهل يمكن أن تتحول أسمى المشاعر و العلاقات إلى سلعة قابلة للمساومة؟
الحالة
( أ.غ) شاب سعودي يبلغ من العمر 37 عاماً ويعمل في وظيفة خاصة, متزوج منذ 4 سنوات وليس لديه أطفال بعد, يقول بعد مرور العام الأول على زواجي من ابنة خالي , والتي تصغرني بحوالي 9 سنوات بدأ سلوكها معي يتغير خاصة في أثناء العلاقة الحميمة.
حيث بدأت تدخل في المساومة على أن تسمح لي أن أمارس حقوقي الشرعية مقابل أن اسمح لها بالسفر في رحلة مع صديقاتها, أو مقابل أن اشتري لها فستان بالمبلغ الفلاني لحضور حفلة زفاف إحدى قريباتها، في البداية كنت اعتقد ان الأمر مجرد "مرة وتعدي" ولكنه أصبح السلوك السائد في كل مرة.
بدأت اشعر في كل مرة تطلب المساومة بأن رمز الرجولة لا يستجيب، وبدأت أحاول علاج الأمر بيننا ووصل الأمر إلى ان أصبحت تهجرني بالشهور إذا لم استجيب لطلباتها، وما أزعجني مؤخراَ هو الشعور بعدم الرغبة أو حتى القدرة، و نصحني أحد الأصدقاء بأن أختبر حالتي بعيداً عنها ولكني أخاف رب العالمين.
ماذا تنصحوني ؟ ثم أضاف هذه من الأمور التي يعاني بعض أصدقائي منها ولكن لا يجرؤ أحد أن يشكو ساعدونا أرجوكم.
الإجابة
من المؤلم حقاً أن يحدث مثل هذه الأمور بين الزوجين، وتتحول أسمى المشاعر والعلاقات إلى سلعة قابلة للمساومة، و قد يقول البعض أننا في عصر المادة، و الإجابة ببساطة أننا لا نستطيع أن نطلب ثمناً للسعادة والراحة والاستقرار، أتوجه أولاً إلى الزوجة وأقول: لا أعتقد انك (لا سمح الله) وبدون قصد تتعاملين مع زوجك مثل بائعة الهوى التي تجردت من كل المشاعر والقيم وتحولت إلى تاجرة تبيع كل شيء بما فيها الدين والجسد.
سيدتي قد تكون كلماتي لك قاسية ولكننا نحتاج إلى من يحمينا من السقوط في هوة اللا عودة، هل فكرت فيما هو أبعد من الحصول على أغلى فستان، أو أجمل إجازة أو ...، هل فكرت في ما قد يحدث إذا شعر الزوج بأنه مع تاجرة وليس زوجة، ثم هل فكرت ما ستتعلمه ابنتك من سلوكيات هل ترضين أن تكون زوجة ابنك بهذا الشكل؟
أعرف أن بعض الرجال لا يحققون ما تطلبه الزوجة من الأمور التي تختلف آراءهما حولها, ولكن هناك أساليب أفضل و أرقى، مثل أن تجمعي جزء ولو بسيط من ثمن ما ترغبين في شرائه ثم تطلبي من الزوج أن يكمل الباقي وفي المقابل ترسلين له بطاقة شكر، ويمكن أيضا أن تقدمي له من خلال الحوار الهادئ ميزانية بسيطة لكيفية تدبير ثمن القطعة التي ترغبين فيها حتى لا يشعر بأن عليه أعباء إضافية قد تجعله يرفض.
أما الزوج فأقول له : من أكبر الأخطاء التي تؤدي دائماً إلى نهايات مأساوية في العلاقات الزوجية هو التغاضي عن تصحيح الأخطاء من بدايتها، حتى لا تتحول إلى نمط سلوكي بين الزوجين ينكد عليهما الحياة.
أقترح عليك أن تبدأ حواراً هادئاً وهادفاً يسعى إلى تعزيز المشاعر العاطفية ويبعدها عن المادة، ويمكن ان تسعد الزوجة في بعض الأحيان بهدية معنوية دون أن تطلب هي ذلك.
نصيحة
أقول للمقبلين على الزواج: من أهم الأمور التي يجب أن نناقشها في أول ارتباطنا العاطفي وحتى قبل أن يتم الزواج هو التفاهم على الأمور والنواحي المادية، لا يجب أن نترك الأمور دون مناقشة ونقول لن يحدث هذا لنا، لنتذكر دائما أننا بشر وأن الوقاية خير من العلاج.
أرسل تعليقك