القاهرة – أحمد عبدالله
كشف رئيس اللجنة الأفريقية في مجلس النواب المصري مصطفى الجندي، أن العلاقات مع دول القرن الأفريقي، تعرضت لضرر فادح في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، موضحًا الإجراءات التي على الحكومة إتباعها خلال الفترة المقبلة للنهوض اقتصاديًا، كاشفًا عن نتيه الترشح على رئاسة البرلمان الأفريقي في دورته المقبلة.
وأضاف الجندي في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم" قائلًا "القرارات الاقتصادية الأخيرة أشارت إلى قوة وثقة الرئيس عبدالفتاح السيسي في نفسه وفي نظام حكمه، فتوقيت اتخاذ تلك القرارات كان دالًا للغاية، قبل الدعوة لتظاهرات لم يكن يعلم أحد قوتها بعد، ولو كان "رئيًسا ضعيفًا" لآثر السلامة وأعلن القرارات عقب مرور الأحداث، ولكن العكس هو ما جرى".
وتابع "بخصوص القرارات ذاتها فأنا أدرك تمامًا معاناة المصريين حاليا، ولست بعيدًا عن أحوالهم الحقيقية وما وصلوا إليه، ولكن تلك القرارات تصب في مصلحتهم على المدى البعيد، ولجوء البلاد إلى هذه القرارات جاء متأخرًا، وكان علينا تفعيلها منذ فترة رغم إقراراي بـ"صعوبتها"، وأخيرًا أطالب الحكومة بإجراءات تكميلية موازية، من ناحيتها للتخفيف على كاهل المواطنين". وعن رأيه في الحكومة الحالية قال "فشلت في إدارة الكثير من الملفات، وفي بند الرقابة على الأسواق ومراقبة التجار ومحاربة الغلاء، تحصل على "صفر"، ورغم أننا ننتظر إلقاءها بيان ربع سنوي أمام النواب، إلا أنني لست من بين المؤيدين للإطاحة الكاملة بأعضائها، وإنما أرى حاليًا إعادة تشكيلها في بعض الحقائب، وعلى القادمين الجدّد أن يلتزموا بتنفيذ تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتفهمهم لما يطلبه سيكون سر نجاحهم، وسيكفون حينها عن مد أيديهم في جيوب المواطنين".
وواصل حديثه قائلًا "عليها أن تتبنى فورًا حزمة من القرارات التي تنصف محدودي الدخل والبسطاء للتخفيف من وقع الإجراءات الاقتصادية الأخيرة عليهم، ومبدئيًا عليها أن تقوم بتخفيض نسبة الضرائب على محدودي الدخل، وذلك عن طريق قوانين تقوم برفع حد الإعفاء الضريبي لضعف الحد الأدنى للأجور، وفي المقابل عليها أن تسرع من الإعلان عن تطبيق الضرائب التصاعدية، وأن تعمل بجدية على استعادة الأموال المهربة من الخارج، وأتساءل أين رجال مبارك وثرواتهم الطائلة، كلها مخارج يمكن أن تلجأ إليها الحكومة للتغلب على أزمتها الاقتصادية حاليًا".
وعلى صعيد الإفراجات التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي في حق الشباب مؤخرًا، قال "لا أحد ينكر أن هناك مظلومين ومحبوسين دون أن يكونوا تورطوا في قضايا عنف أو إراقة دماء، واعتبره من القرارات الإصلاحية الجيدة، التي تحسب إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويجب على الإعلام أن يسلط الأضواء على هذه الإيجابيات. وبخصوص قضية سد النهضة، أكد الجندي " أنه يجب أن نعترف بأنها لن تحل بـ"العافية" أو الإجبار سواء من الطرفين، ومصر تتفهم أن أثيوبيا لها احتياجات للتنمية وتحتاج إلى السد لتلبية احتياجاتها التنموية، ولكن مصر تحتاج إلى المياه لتلبية احتياجاتها الحياتية، وانزعج بشدة ممن يعتبرون المفاوضات الحالية "شكليات" فهي سياسيًا عليها تعويل كبير، ويجب تطويرها والدفع بها دومًا بعيدًا عن لغة المكابرة أو التهديد والوعيد، وعندي أمل أن تحل هذه القضية بمبدأ "لا ضرر ولا ضرار".
واستطرد حديثه قائلًا "تلك العلاقات في طريقها للعودة كما كانت في عهدها الذهبي، وتضررت كثيرًا مجريات الأمور بيننا وبين الأفارقة في عهد حسني مبارك، بسبب التجاهل المتعمد طوال 30 عامًا، ولكن مصر حاليًا تحتاج عدة أذرع لمعالجة أي جفاء مع أفريقيا، فالدبلوماسية البرلمانية والشعبية عليها دور كبير إلى جانب الدولة ومجهوداتها، ومن جانبنا في البرلمان في لجنة الشؤون الأفريقية لدينا عدة أولويات تجاه أفريقيا. وبشان الخطوات البرلمانية التي تصب في صالح العلاقة مع أفريقيا، كشف الجندي عن السعي إلى تشكيل جمعيات للصداقة البرلمانية مع دول أفريقيا، مضيفا "نجهز حاليا ملفات حول شكل العلاقات التجارية المحتملة معهم، فالأسواق الأفريقية تستطيع أن تنعش خزانة مصر حال قمنا بتصدير مواد غذائية معينة إليهم، وتحديدًا بعد تحرير سعر الصرف، إضافة إلى استغلال كافة الفعاليات التي تجمعنا مع الأفارقة في مختلف المناسبات، ونحن حاليًا حريصين على مخاطبة ودهم والتعامل معهم بشكل لائق، وفي اجتماعات اللجنة الأفريقية في البرلمان مؤخرًا، ظهرت عدة أفكار خلاقة، كتدشين فضائية مصرية موجهه للأفارقة، وتكريم رموزهم ودعوتهم في المناسبات المشتركة، وتنظيم رحلات طيران لهم تطوف أنحاء البلاد وتبرز لهم أهمية مصر "ونيلها".
وبسؤاله عن تردد أنباء حول سعيه للترشح على رئاسة البرلمان الأفريقي، أكد الجندي ذلك قائلً "أدرس بجدية الترشح على رئاسة البرلمان الأفريقي في دورته المقبلة، وأثق في نجاحي بدرجة كبيرة لما أمتلكه من علاقات وطيدة مع قيادات البرلمان، وشخصيات أفريقية مؤثرة، ولكنني سأنتظر حينها دعم الدولة الرسمي. وعن رأيه في فوز ترامب وتأثيره على الداخل المصري، قال "بداية فوز الرئيس دونالد ترامب يعتبر ضربة قوية لعدة أطراف، أولًا الإعلام الأميركي الذي بات يسوق لكلينتون وحاول إجبار الناس على انتخابها، ثانيًا ضربة مؤلمة للمرشحة الخاسرة هيلاري كلينتون التي كانت ستتسبب في إشعال مزيد من الحروب والمنازعات التي ربما كانت ستصل إلى حرب عالمية ثالثة، وبعدها فوز ترامب سيكون بمثابة "أيام سودة" على تنظيم جماعة الإخوان وحلفاؤهم، فترامب غير مستعد للتعامل برفق مع الجماعات التي تصدر العنف والتطرف".
وأكد أن المستفيد من فوز ترامب، سيكون النظام المصري، فالرئيسين السيسي وترامب بينهما أرضية مشتركة وعلى قدر كبير من التفاهم بين بعضهما البعض، وترامب يقدر للرئيس السيسي وقوفه في وجه الإرهاب وسعيه نحو تجديد الخطاب الديني.
أرسل تعليقك