القاهرة - أحمد عبدالله
كشف التكتل النيابي المعارض في البرلمان المصري 25-30، إنه لم يعط تزكيات لأي من المرشحين لانتخابات رئاسة الجمهورية، والتي أغلق باب الترشح فيها أمس الاثنين، وانحصرت في كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى.
وأكد بيان صادر عن التكتل اليوم الثلاثاء، أن ما شهدته مصر، يعد مشهدًا بائسًا في تاريخ الوطن، حيث أغلق باب الترشح للانتخابات الرئاسية، واليوم يحق لنا كناخبين ويتوجب علينا كنواب أن نعلن موقفنا، تقييمًا لقرابة الأربعة أعوام الماضية.
وأضاف البيان، إن أبرز نتائج الفترة الماضية هي تردي الأوضاع الاقتصادية للوطن وللأغلبية الساحقة من المواطنين الذين ازدادوا فقرا وبؤسا ويأسا، وتحميل الأجيال الحالية والآتية أعباء هائلة عبر إغراق الدولة في الديون، وانهيار لمستوى الخدمات بخاصة التعليم والصحة، وسحق كامل للحريات العامة بكافة أشكالها، وخنق للمناخ العام وسد المنافذ أمام أي حراك سياسي والخروج على مبدأ التعددية الذي يؤمن حق المصريين في تداول سلمي للسلطة، والعصف بدولة القانون بعدم احترام الأحكام القضائية وحجيتها.
وأوضح التكتل في بيانه أن كل ذلك كان مواكبا لتراجع دور مصر ومكانتها في محيطها الإقليمي والدولي بما يكرس من التبعية لدول تعلن عداءها الصريح لبلدنا، والأخطر من كل هذا ما جرى في قضية جزيرتي تيران وصنافير المصريتين، وكذلك التهاون في التعامل مع الحقوق التاريخية والمكتسبة في مياه النيل التي هي مصدر نشأة هذا الوطن وسر بقائه.
ولفت التكتل، إلى أنهم بذلوا على مدار العامين الذين قضاهما داخل مجلس النواب - ومازال - كل ما بوسعه ليريح ضمائر نوابه في محاولة لتصحيح المسار وتوجيه دفة الوطن في الاتجاه الذي يقود سفينته إلى بر الأمان، لكن ومع الأسف فإن أغلب هذه المحاولات قد أُفشلت بشكل يعكس جليا أن السلطة تصر على نفس السياسات وذات الإجراءات التي نحذر من أنها ستذهب بنا جميعا إلى الهاوية، كما نحذر من الاستمرار على هذا النهج وذاك العناد الذي يدفع البلاد إلى طريق مسدود، ويغلق أبواب الأمل أمام الحق في تداول السلطة المنصوص عليه بالدستور، وهذا أمر جد خطير.
وواصل البيان: "أن الشعب المصري العظيم الذي ضحى بالشهداء سواء في معاركه دفاعا عن أرض الوطن وكرامته أو ذودا عن حقه في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني، وتحمل بشمم أعباء هائلة علي مدار عشرات السنوات.. ليستحق أن يحيا الحياة التي تليق به، في الوقت الذي تتراجع أحواله عما كانت عليه قبل ثورته المجيدة في 25 يناير، ونحن نحمل السلطة الحاكمة بكافة مؤسساتها مسؤولية هذا التراجع المهين الذي نحذر من سوء عواقبه إذا لم نعترف بأن أي سلطة ستصبح جزء من الماضي بعد أن تأخذ وقتها الزهيد من عمر هذه الأمة المديد.
وتابع البيان: "إن تكتل 25/30 وهو يصف الواقع المؤلم يؤكد أنه لم يعط تزكيات لأي من المرشحين في عملية انتخابية أديرت بالشكل الذي أجبر أبناء الوطن ممن يقدرون على حمل هذه الأمانة الجسيمة أن يمتنعوا، أو يمنعوا، من ممارسة حقهم في الترشح، لنصل لهذه النتيجة التي جعلتنا مثار سخرية الكارهين لمصر وشعبها.
واختتم البيان:" إلى أن يبصر هذا الوطن طريقه للمستقبل الذي يستحقه ويقدر عليه ليمضي فيه، فإننا نأمل أن يعي الجميع الدرس جيدا، وأن تتجه إرادة الدولة صوب تهيئة أجواء صحية تفضي لحياة سياسية صحيحة يتشارك فيها الجميع بشكل حقيقي لا هزلي في بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة التي تحفظ تراب الوطن المقدس، وتحافظ على نيله العظيم، وحقوق أبنائه الواجبة في الحياة الكريمة الآمنة، وإننا في تكتل 25/30 علي يقين من مجيء هذا المستقبل المشرق شاء من شاء وأبى من أبى، في يوم يراه البعض بعيداً ونراه قريباً.
أرسل تعليقك