توقيت القاهرة المحلي 13:53:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أول عمل درامي عربي مشترك يكشف طبيعة تنظيم "داعش"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - أول عمل درامي عربي مشترك يكشف طبيعة تنظيم داعش

عمل درامي عربي
بيروت - غنوة دريان

يفتح العمل الدرامي الاجتماعي- السياسي "غرابيب سود" أبواباً أوصدها التطرّف وأقفلها الجهل، ضارباً الإرهاب في معاقله الخلفية: النفسية والفكرية والبنيوية، وذلك على  شاشة "إم بي سي"  خلال شهر رمضان، في سياقٍ مُستوحى من قصص وأحداث واقعية تلامس الواقع بآلامه وأتراحه ودموعه ودمائه، يستمدّ المسلسل حبكته الدرامية المركّبة والمتصاعدة من "الحالة الداعشية"، وتفاصيلها المستمدة من أرض الواقع، والتي روتها شخصيات حقيقية عايشت حيثيات الواقع الأليم، إن جاز التعبير، فيتطرّق إلى الوسائل التي يستخدمها التنظيم المتطرف "داعش" للتواصل مع الشبان والشابات في المجتمعات العربية والغربية، والأساليب التي ينتهجها في الولوج إلى عقولهم عبر نقاط ضعفهم النفسية والاجتماعية والسلوكية وغيرها.

كما يفضح العمل جرائم التنظيم المنحرفة والدموية وطرقه الوحشية، في القمع والإجرام والتعامل مع أفراد التنظيم أنفسهم من جهة، والمنتسبين الجدد وخصوصاً الأطفال والنساء من جهة أخرى، مسلّطاً الضوء على بنيته التنظيمة، وتسلسل الهرم القيادي، ومن خلال فضح الإرهاب وتعرية غاياته، والتركيز على التفاعلات المريضة والمنحرفة لقادته ومنتسبيه، يرسّخ العمل قيم التربية المدنية والعلم والوعي والحرية الفكرية الراقية والحضارية والمتوافقة مع تعاليم الإسلام الحقيقية والمنسجمة مع العادات والتقاليد في مجتمعاتنا العربية.

في إحدى مَشاهد العمل، تظهر حافلة نسائية تُقِلّ مجموعة من الفتيات المنضمّات إلى التنظيم الإرهابي، حيث تكمُن وراء كل واحدة منهن قصة مختلفة لكيفية تجنيدها والتحاقها بـ "داعش"، أغلب تلك القصص مستمدّة من قصص حقيقية وتفاصيل واقعية في كثيرٍ من جوانبها، وسرعان ما تبدأ خطوط العمل بكشف النقاب عن الممارسات، التي ينتهجها التنظيم في إغواء المنتسبين والمنتسبات له، تارةً تحت ذريعة الدين، وطوراً عبر استثارة الغرائز والأحقاد والعصبيات، فيتعرّف المشاهد على عمليات غسل الأدمغة، حيث يتم تطويع بعض النصوص الدينية وتحريفها وإخراجها عن سياقها الموضوعي بما يتناسب مع غايات التنظيم الإرهابي السياسية التوسعية والدموية، ومصالح قادته الشخصية والفئوية في كثيرٍ من الأحيان. ومع تصاعد وتيرة الحبكة الدرامية، يتابع المشاهد كيف يتم استغلال الذرائع نفسها لامتهان المرأة وزجّها فيما يسمّى بـ "جهاد النكاح"، فيما يُقذف بالشبان والفتية، بل وحتى الأطفال إلى الموت، تحت مظلة فتاوى يتم تفصيلها على قياس قادة التنظيم وخدمةً لأهدافهم.. كل ذلك وأكثر يتم معالجته من خلال القصص المتقاطعة في العمل، وحياة كل شاب وفتاة ينتهي بهم المطاف فرائس في براثن الإرهاب، ولاحقاً، يرصد "غرابيب سود" ما يحدث للمنتسبين الجدد، إذ سرعان ما يفتر حماسهم ما أن يبدأوا باكتشاف حقيقة التنظيم المُرّة، ليجدوا أنفسهم في مأزق يتمثّل في استحالة الهروب من المقرّ الذي يصبح - مع مرور الوقت - أشبه بمعتقل فكري ونفسي للمنتسبين الذين بدأت وحشية التنظيم الإرهابي في التعامل مع ضحاياه تهز إنسانيتهم وتشعرهم بمدى الخطأ الفادح الذي ارتكبوه عند التحاقهم به.

يسلّط العمل بشكلٍ مكثّف الضوء على النساء الملتحقات بالتنظيم، وذلك عبر نماذج عدة، يعرض لها، فمنهن الباحثات عن المال والفارّات من حياةٍ يائسة نتيجة ظروفهن المالية والاجتماعية القاهرة، ومنهن اللواتي تدفعهن حالاتهن النفسية والاجتماعية إلى الرغبة في خوض تجارب ومغامرات سرعان ما يُصدمن بحقيقتها المرّة، وغيرهنّ ممن خضعن لعمليات غسيل أدمغة مُمنهَج عبر وسائل متعدّدة ومتنوّعة منها شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك عن طريق استغلال الوتر الديني بطرق عاطفية، وتفعيل فكرة "الجهاد" في زمن "نكبة المسلمين" و"تدهور أوضاع الأمة" على حدّ زعمهم، إلى غيرها من الذرائع، إضافة إلى نساء أتين من مجتمعات غربية بعد أن غُرِّر بهنّ، وسرعان ما تجد تلك النسوة تناقضاً جوهرياً بين ما كنّ يتوقعنه أو ما صُوِّر لهن، وما بين حقيقة التنظيم الإرهابي على أرض الواقع.

كما يتطرّق العمل في بعض جوانبه إلى "الجناح العسكري" النسائي المُرتكز في السياق الدرامي للعمل على كتيبتيْ "أم الريحان" و"الخنساء"، ويحاكي الخط الذكوري في العمل الهيكلة القيادية الحقيقية لـ "داعش"، إذ تأتي بتراتبية وتسلسل هرمي مأخوذ عن واقع هذا التنظيم، فهناك الأمير وهو المدير المركزي للخلية، ويتكئ بدوره على مسؤول الإفتاء الذي يفصّل ويفسّر الأحاديث والآيات، فيُظهر ما يريد منها ويغيّب ما لا يريد، محرّضاً وموجهاً إلى إبادة الآخر، ونبذ التعايش وضرب النسيج الاجتماعي واستهداف المدنيين والآمنين. إلى ذلك، نجد ديوان المال والمسؤول عنه الذي يحافظ على تحقيق موازنة مالية تضمن ولاء الجانب العسكري من ناحية، ودعم كل إمكانات الدولة التسليحية وعمليات الجهاد الالكتروني وغيرها من ناحية أخرى، وهناك أيضاً المشرف على الأطفال وكيفية تطويعهم وتدريبهم وإعدادهم عسكرياً، ومسؤول آخر عن تجهيز الهجمات الانتحارية، وغيرهم ممّن لا يغفلهم العمل.

يتطرّق العمل في بعض جوانبه إلى كيفية تجنيد الأطفال والتلاعب بأفكارهم، والتعامل مع أطفالٍ آخرين أصغر سناً أنجبتهم أمهاتهم من خلال ما يُسمّى بـ "جهاد النكاح"، وآخرين ممن انتسبوا الى التنظيم قادمين قسرياً مع ذويهم الذين تركوا بلدانهم لغرض ما، يسمّونه بمفهومهم "الجهاد"، وهكذا تتوالى المَشاهد التي تسلّط الضوء على تدريب هؤلاء الأطفال في وحدات منفصلة، وعزلهم عاطفياً عن أمهاتهم، وتربية ولائهم وتبعيّتهم إلى القائد فحسب، وصولاً إلى تجريدهم من إنسانيتهم في سبيل صناعة مجموعات من القتلة تدين بالولاء المطلق لأمير الجماعة والفكر الظلامي.

في غفلةٍ من كل ذلك الإجرام والعنف والإرهاب، يجد المشاهد نفسه أمام حكايات حب وغيرة وزواج، وطلاق وحمل وغيرها من القضايا الإنسانية والاجتماعية ذات الأبعاد الدرامية المؤثرة، ما يصل بالمشاهد الى محصلة درامية متصاعده وبالغة الاستفزاز في الوقت ذاته، لتنضج فكرة العمل رويداً رويداً في ذهن المشاهد.
بدايةً، تُسلّط الحلقات الضوء على الجانب النسائي في التنظيم الإرهابي بشكل خاص، بما في ذلك حالات الصمت والخوف التي ترسم علاقة الفتيات المُجنّدات ببعضهن البعض، في ظل أزمة ثقة حقيقية، كما يتابع المشاهد كل حالة من تلك الحالات منذ بدايتها، والارتدادات النفسية لكل حالة لاحقاً، إلى جانب محاولات النساء القسرية للتكيف دون جدوى.

لاحقاً يرتفع إيقاع الأحداث وتبدأ الخطوط الدرامية بالتقاطع حيث تسقط الأقنعه وتنقسم الصفوف في الخفاء. فبعضهم يشعر بأنه واقع في مأزق حقيقي، فيما يزداد بعضهم الآخر تمسكاً بالوضع الراهن لاعتبارات مختلفة. كما تنشأ علاقات إنسانية بين الفتيات اللواتي يتشاركن المصير ذاته، إلى جانب قصص حب بين نساء ورجال ممّن التحقن بالتنظيم ويتشاركون الإحساس بالضياع والارتباك والندم، فتبدأ في هذه المرحلة إنقلابات داخلية ليصبح الحاكم محكوماً والعكس.

تصل الحبكة إلى قمّتها الدرامية قبل أن تسير باتجاه خواتمها، فتنتهي قصص البعض بالقتل، وآخرين يلقون حتفهم في تفجيرات انتحارية.. فتتوزّع مصائر معظم الشخصيات في العمل ما بين أن يكونوا قتلة أو مقتولين.

والعمل من بطولة :راشد الشمراني من السعودية، سيد رجب من مصر، محمد الأحمد من سوريا، عزيز خيون من العراق، دينا من مصر، منى شداد من الكويت، مروة محمد من السعودية، أسيل عمران من السعودية، مرام البلوشي من الكويت، سارة محمد من الكويت، فاطمة ناصر من تونس، سمرعلام من مصر، يعقوب الفرحان من السعودية، محمود بو شهري من الكويت، عيسى ذياب من الكويت، شادي الصفدي من سورية، أيمن مبروك من تونس، علي السعد من السعودية، ديما الجندي من سورية، جو طراد من لبنان، روزينة اللادقاني من سورية، رامز الأمير من مصر، ليزا دبس من لبنان، ربى الحلبي من سوريا.. وآخرين، إخراج كل من حسام الرنتيسي، حسين شوكت، عادل أديب.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول عمل درامي عربي مشترك يكشف طبيعة تنظيم داعش أول عمل درامي عربي مشترك يكشف طبيعة تنظيم داعش



GMT 23:18 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

ضيوف محمد قيس يتخطون كل التوقعات في برنامج "لما يحكوا الصغار"

GMT 22:58 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

دنيا سمير غانم تسجل حلقة جديدة مع "صاحبة السعادة"

GMT 22:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكا وأورتيجا ضيفا "أبلة فاهيتا" الجمعة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أول عمل درامي عربي مشترك يكشف طبيعة تنظيم داعش أول عمل درامي عربي مشترك يكشف طبيعة تنظيم داعش



يتميَّز بطبقة شفّافة مُطرّزة وحواف مخملية

كورتني كوكس تُهدي فُستانًا ارتدته قبل 20 عامًا لابنتها كوكو

نيويورك ـ مادلين سعاده

GMT 03:24 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"دولتشي آند غابانا" تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019
  مصر اليوم - دولتشي آند غابانا تُقدِّم عبايات لخريف وشتاء 2019

GMT 06:16 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة
  مصر اليوم - أغلى فيلا في تايلاند مقصد للمشاهير ومُحبي الفخامة

GMT 09:04 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية
  مصر اليوم - ديكورات مستوحاة من الطبيعة للجلسات الخارجية

GMT 02:48 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى
  مصر اليوم - أرخص 10 بلدان أوروبية لقضاء عُطلة صيفية لا تُنسى

GMT 03:37 2019 الأحد ,16 حزيران / يونيو

7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - 7 محظورات و 5 نصائح لتأثيث غرف نوم مميزة للأطفال
  مصر اليوم - رفض دعاوى بي إن القطرية ضد عربسات بشأن بي أوت

GMT 12:48 2019 الخميس ,10 كانون الثاني / يناير

تعرف على تاريخ مصر القديمة في مجال الأزياء والموضة

GMT 03:59 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

تفاصيل جديدة في حادث الاعتداء على هشام جنينه

GMT 10:53 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

العلماء يحذرون عشاق "شاي الأكياس" من المخاطر الصحية

GMT 15:26 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

ميلان يضع خُطة لإعادة تأهيل أندريا كونتي

GMT 09:19 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

وصول جثمان إبراهيم نافع إلى مطار القاهرة من الإمارات

GMT 08:13 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

التغذية غير الصحية كلمة السر في الشعور بالخمول

GMT 09:09 2017 الخميس ,28 كانون الأول / ديسمبر

طارق السيد ينصح مجلس إدارة الزمالك بالابتعاد عن الكرة

GMT 00:47 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

أمن الإسماعيلية يرحب باستضافة المصري في الكونفدرالية

GMT 18:22 2017 السبت ,09 كانون الأول / ديسمبر

القدر أنقذ ميسي من اللعب في الدرجة الثانية

GMT 09:28 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

عرض فيلم "نساء صغيرات" في الإسكندرية

GMT 12:20 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

طلائع الجيش يبحث عن مهاجم سوبر فى دوري المظاليم

GMT 15:09 2019 الإثنين ,03 حزيران / يونيو

فان ديك يحصد لقب أفضل لاعب بنهائي دوري الأبطال

GMT 15:15 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مشروع "كلمة" للترجمة يصدر "كوكب في حصاة"

GMT 20:20 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

صدور رواية "الطفلة سوريا" لعز الدين الدوماني
 
Egypt-Sports

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

All rights reserved 2024 Arabs Today Ltd.

egyptsports egyptsports egyptsports egyptsports
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon