مراكش_ثورية ايشرم
أوضحت المصممة المغربية لبنى الحاج، أن "تصميم الشموع لمسة أنيقة وراقية وغاية في الرومانسية وأنا أعتبر الشمعة منيرة للحب والإحساس الجميل وليست مجرد شمعة بسيطة يقبل عليها الأفراد فقط عند انقطاع الكهرباء".
وأضافت الحاج في حديث خاص مع "مصر اليوم"،: "منذ صغري وأنا أرى في الشمعة لمسة من الجمالية والتضحية إذ أراها تحترق فقط لينير الآخرين، وهذا ما جعلني أتعلق بها كثيرا لاسيما عندما كنت اسمع أمي تقول في خطاباتها مع الآخرين المرأة كالشمعة تحترق فقط من اجل إسعاد الآخرين فهنا انبثقت عندي فكرة ربط المرأة بالشمعة، والتي طبقتها بعد 8 أعوام حيث وجدت نفسي لا أريد أن أقوم بشيء سوى التفنن في تصميم هذه القطعة التي لم تجد حقها داخل البيوت المغربية".
وأكدت أن "الشمعة كنت أراها دائما ما ترتبط بمناسبات مميزة لاسيما في الدول العربية ومن خلال المسلسلات والأفلام التي كنت أشاهدها مع أمي حيث تكون الشمعة ضيفة في الأعراس وحفلات المولود الصغير، ورغبت فعلا في تصميم الشمعة المغربية وجعلها في مكانة مميزة، إلا أن عائلتي لم تتقبل ذلك في البداية كونها هواية في نظرهم ستجعلني أهمل دراستي إلا أني كنت اذهب عند جدتي إلى منزل العائلة في المدينة العتيقة وأدخل غرفتها التي كانت كبيرة جدا وتساعدني في مدي بمجموعة من الأغراض التي احتاجها لتصميم هذه القطع ولو بشكل بسيط وغير مطور إلا أني كنت أجد نفسي سعيدة جدا وأنا أقوم بهذا العمل".
وتابعت: "ما زلت أحتفظ بأول شمعة صممتها منذ طفولتي، لتتحول هذه الهواية إلى المهنة التي أزاولها، حتى وأنا طالبة في الجامعة كنت أعود إلى الورشة التي قمت بتأسيسها في سطح منزل أسرتي وأقوم بتصميم مختلف الأشكال المميزة من الشمعة، إلا أني لم استطع أن أوفق بين الأمرين ليكون اختياري للهواية أفضل ما قمت به حيث تخليت عن الدراسة واتجهت إلى عملي في هذا المجال".
وشددت لبنى الحاج على أن "تصميم الشموع شيء مهم في حياتي وقد خلق معي إذ منذ الصغر وأنا أرغب في أن أكون مصممة شموع أصنعها بأشكال مختلفة ومميزة وهذا ما قمت به، كنت في البداية اعمل في ورشتي على السطح كوني لم أكن معروفة في البداية، لتأتي مناسبة زفاف أختي الكبرى وجدتها مناسبة مهمة قمت فيها بتصميم الشموع التي أضيفت على الطاولات كزينة للعرس وكانت في تلك الفترة فكرة جديدة على الأفراد الذين حضروا الحفل، إلا أنها كانت راقية جدا وأضفت نوعا من التغيير والالتفاتة المميزة من طرف الناس".
وأردفت: "هنا كانت انطلاقتي حيث تم استدعائي من قبل احد أفراد عائلتي الذي كان يعيش في الإمارات وطلب مني تصميم لمحة جديدة من الشموع الراقية التي كان يرغب في أن تكون زينة في عرس احد أصدقائه، فقمت بتنفيذ طلبه وكانت الشموع التي صممته بلمسة مغربية عريقة فنالت إعجاب الكثيرين هناك لتكون مصدر رزق كبير وفاتحة خير قادتني أولا إلى الشهرة في الوسط، ثم إلى تحقيق ذاتي ورغبتي في أن أعطي الشمعة حقها لتصل إلى المكانة التي تستحقها".
وأشارت إلى أن "العلاقة بين المرأة والشمعة أمر مهم بالنسبة لي فكلما رغبت في تصميم مجموعة معينة إلا وأجدني أفكر في المرأة وملامحها وجمالها ومختلف التضحيات التي تقدمها مقابل منح أسرتها وأبنائها الراحة، لا اعرف لماذا إلا أنني أجد نفسي أفكر في المرأة قبل وثناء وبعد أن أصمم مختلف المجموعات التي أقوم بعرضها في ورشتي قبل أن يتم نقلها إلى المعرض في المغرب والمعرض الذي يشرف على تسييره قريبي في الإمارات وهي قطع تلقى إعجاب الكثير وتحقق الإقبال الهائل من طرف مختلف الأفراد من جميع الجنسيات".
وزادت: "أتلقى طلبات عديدة من السياح الأجانب الذين يزرون معرضي للشموع ويقتنون مختلف القطع المميزة بأشكالها وزخارفها وألوانها وخاماتها التقليدية المغربية، التي تناسب مختلف المناسبات، فضلا عن الطلبات الخاصة بالحفلات والأعراس المغربية والغربية التي تقام في المدينة، كما أتلقى طلبات من قبل مجموعة من المؤسسات السياحية المشهورة في مراكش وحتى من دور الضيافة العتيقة والرياضات، وأكون سعيدة جدا في تصميم الطلبات التي أتلقاها واعتبرها فخرا واعتزازا لي".
واختتمت بأن "هذا المجال يشعرني بالمتعة والإحساس الرائع وقد مكنني من الوصول إلى ما اطمح إليه، فبواسطة شمعة بسيطة لم تكن في البداية إلا قطعة تقليدية بسيطة للإضافة إلى قطعة راقية ومميزة بأشكالها وتصاميمها المختلفة من مصمم إلى آخر والتي أصبحت عنصرا مهما في الديكور ورمزا للرومانسية والأناقة والجمالية في الحياة اليومية، فبفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل جدتي وأسرتي التي ساندتني فيما بعد أصبحت الشمعة لمسة من الجمالية والأناقة ورمزا من رموز الثقافة المغربية التي ساهم فيها كل المصممين المغاربة وليس أنا فقط، والتي مكنتني من تحقيق ذاتي والوصول إلى ما أنا عليه الآن، فلا يمكن أن أكون سعيدة إلا وأنا أتوصل بطلبات من زبنائي ومختلف الأشخاص الذين تجدهم كلهم حماسة للحصول على شمعة مغربية أنيقة تتميز باللمسة التقليدية الراقية".
أرسل تعليقك