الأقصر ـ محمد العديسي
امتلأت شوارع وميادين الأقصر بلافتات الدورة الثالثة لمهرجان السينما الأفريقية الذي يحمل اسم المدينة التاريخية، التي ارتبطت بعلاقات وطيدة مع القارة السمراء خلال العصور الفرعونيّة، وسط استعدادات أمنية وحكومية وشعبية لإنجاح المهرجان الذي يعد مناسبة لتحقيق مزيد من الرواج السياحي في المحافظة التي تعانى من أزمة في استقطاب السياح بسبب الأحداث التي تشهدها مصر منذ اندلاع ثورة "25 يناير" المجيدة. واختار المهرجان وجه الزعيم الجنوب الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا لملصق الدورة الثالثة.
وأكّد محافظ الأقصر، أن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية تنطلق في مدينته التاريخية، في الرابع عشر من شهر آذار/مارس الجاري، وتستمر لمدة عشرة أيام، تحت رعاية وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة، بالتعاون مع وزارتي الثقافة والخارجية وسلطات محافظة الأقصر. وأوضح أن المهرجان يهدف إلى إعادة العلاقات الثقافية والفنية والاقتصادية والإنسانية بين مصر ودول أفريقيا، لما لتلك العلاقات من أبعاد إستراتيجية وقومية وأمنية واقتصادية وبما ينعكس على ازدهار السياحة المصرية وزيادة نسبة السائحين الأفارقة إلى مصر.
وأعرب عن أمله بمشاركة فئات المجتمع في المهرجان وتنظيم فعاليات مميزة خلال هذه الدورة، حيث يشارك للمرة الأولى في أنشطة المهرجان فئات عدة من بينها ذوو الإعاقة الذين سيحضرون عروض الأفلام ويشاركون في أنشطته، كما سيتم عرض الأفلام بلغة الإشارة حتى يتمكن المشاركون من التفاعل مع العروض.
وأكّد رئيس المهرجان أن 41 دولة ستشارك في المهرجان، فيما تشارك أفلام من 9 دول غير أفريقية في مسابقة أفلام الحريات في المهرجان، موضحًا أن مسابقة أفلام الحريات، هي المسابقة الوحيدة التي تقبل مشاركة أفلام من خارج القارة السمراء، يتنافس فيها 12 فيلماً. بينما يتنافس في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 14 فيلماً. ويتنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة 10 أفلام فيما يتنافس 17 فيلماً في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و14 فيلماً في مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة.
واختارت إدارة المهرجان الأديب يوسف القعيد، رئيساً للجنة تحكيم مسابقة أفلام الحريات، التي تضم في عضويتها الناقد مصطفى المسناوي من المغرب، والناقد فتحي الخراط من تونس، ومن مصر الفنانة سلوى محمد علي، والناقد أحمد فايق.
وأوضح أنّ عدد الضيوف المقرر مشاركتهم في فعاليات الحدث يقدر بحوالي مائة ضيفًا من الدول الأفريقية، مشيراً إلى اختيار دولة السنغال كضيف شرف للمهرجان، معتبراً خروج المهرجان هذا العام كان تحدياً بالنسبة له في ظل ضعف الموارد المالية وعدم استقرار الأوضاع السياسية، إلا أنه صمم على مواصلة عمله.
وتم توقيع بروتوكول تعاون بين إدارة المهرجان ودار السينمائيين الموريتانيين أخيراً، يسمح بإقامة أسابيع للسينما الموريتانية في مصر، وكذلك للسينما المصرية في موريتانيا، وأيضاً ترشيح اثنين من شباب السينمائيين الموريتانيين للمشاركة في الورشة الدائمة للمهرجان. إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، بالتعاون مع نقابة المهن السينمائية، أعلنت تخصيص جائزة باسم المخرج الراحل محمد رمضان، الذي كان إحدى ضحايا العاصفة الثلجية التي ضربت منطقة سانت كاترين. كما قررت إدارة المهرجان إهداء بانوراما شباب السينمائيين المستقلين هذه الدورة إلى روح المخرج محمد رمضان. محمد رمضان سبق أن أخرج فيلم " حواس " والذي حاز العديد من الجوائز الدولية كما حصل على جائزة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية في دورته الأولى عام 2011. وتم اختيار فيلم الافتتاح للمخرج فلورا جوميز "جمهورية الأطفال"، الذي تم إنتاجه بالاشتراك مع فرنسا، كما يكرم المهرجان الفنان القدير محمود عبد العزيز عن مجمل أعماله وإسهاماته في السينما المصرية، مع السنغالي فلورا جوميز، بعد ارتباط المخرج التشادي صالح هارون بتصوير فيلم في توقيت إقامة المهرجان نفسه، الذي يشترط حضور المكرم وعدم إنابته أي شخص بدلاً عنه لاستلام التكريم. ويشارك اتحاد الإذاعة والتلفزيون في رعاية مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية من خلال المساهمة في ترجمة الأفلام الإفريقية المشاركة للمرة الأولى في تاريخ عروض الأفلام الإفريقية في مصر. كما تقوم كل قنوات اتحاد الإذاعة والتلفزيون بإذاعة البروموهات والتنويهات اللازمة على مدار الساعة للترويج لهذا الحدث المصري الإفريقي المهم، كما تنقل قناة "نايل سينما" حفلي الافتتاح والختام على الهواء مباشرة مع وجود أستوديو تحليلي يومي من داخل معبد الأقصر على الهواء مباشر.
أرسل تعليقك